الأحد، 24 أغسطس 2008

لله در عمر !!

عمر بن الخطاب رضي الله عنه
مواقف و عبر
عمر بن الخطاب رضي الله عنـه هو أحد الصحابـة الكـرام ، و واحد مـن العشـرة المبشريـن بالجنة . ومعظمنا يعرف عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوته و شدته فـي الحق ، حتى لقبـه صلى الله عليه و سلم بالفاروق لتفرقته بين الحق و الباطل ، و قليل منا هو من يعـي شدة خشيـة عمر بن الخطاب من الله ، وحبه له ، وخوفه من إغضاب الله . لذلـك سأسعى إن شاء الله لتوضيح هذة النقطة من خلال المواقف التالية من سيرة هـذا الصحابـي الجليل رضي الله عنه و أرضاه
حب عمر رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم :
قيل : خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة يحرس ، فرأى مصباحا في بيت ، فدن منه فإذاعجوز تطرق شعرا لها لتغزله و هي تقول : صلى على محمد صلاة الأبرار صلى عليك المصطفون الأخيار قد كنت قواما بكي الأسحار يا ليت شعري و المنايا أطوار
هل تجمعني و حبيبي الدار
....................... فجلس عمر يبكي ، فما زال يبكي حتى قرع الباب عليها ، فقالت : من هذا ؟ قال : عمر بن الخطاب ، قالت : وما لي ولعمر ؟ وما يأتي بعمر في هذه الساعة ؟ قال : افتحي ، رحمك الله ، فلا بأس عليك . ففتحت له الباب ، فدخل ، فقال : ردي على الكلمات التي قلت آنفا ، فردته عليه ، فلما بلغت آخره ، قال : أسألك أن تدخليني معك ، قالت : وعمر، فاغفر له يا غفار . فرضي و رجع رضي الله عنه و أرضاه .
خشية عمر من الله :
و قيل أن أعرابيا وقف على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال:
يا عمر الخير جزيت الجنة
أكس بنياتـي و أمهنـه
و كن لنا في ذا الزمان جنة
أقسـم بـالله لتفعلنـه
فقال عمر : فإن لم أفعل ، يكون ماذا ؟ قال : إذا أبا حفص لأمضينه .
فإذا مضيت ، يكـون ماذا؟
قال :
يكون عن حالي لتسئلن
يوم تكون الأعطيات منا
والواقف المسؤول ينتهنه
إماإلى نار و إما إلى جنة
فبكى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى اخضلت لحيته ، ثم قال لغلامه : يا غلام ، أعطه قميصي هذا ، لذلك اليوم لا لشعره ، ووالله ،
لا أملـك غيـره . إخلاص عمر لله :
وروي أنه قد أحضر بين يدي عمر بن الخطاب رجل سكران ، فأمر أن يحد ( أي يطبق عليه الحد الذي فرضه الله على السكارى ) ، فشتمه ذلك السكران ، فرجع عمر عن ضربه . فقيل له : لم تركته يا أمير المؤمنين حين شتمك ؟ فقال : إنه لما شتمني غضبت ، فلو ضربتـه لكـن لغضبي ، لا لربي .
عمر و رسول كسرى :
و روي أن رسول كسرى جاء لمقابلة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسأل الناس عنه فدلوه عليه ، فوجده نائما تحت شجرة ملتفا ببردة ، فقال : عدلت ، فأمنت ، فنمت ، يا عمر .
عمر بن الخطاب يشتري ظلامته من امرأة عجوز :
و روي أنه لما رجع عمر رضي الله عنه من الشام إلى المدينة انفرد إلى الناس ليتعرف أخبار رعيته ، فمر بعجوز في خبائها فقصدها ، فقالت : يا هذا ، ما فعل عمر ؟ قال : قد أقبل من الشام سالما . قالت : لا جزاه الله عني خيرا . قال : و لم ؟ قالت : لأنه و الله ما نالني من عطائـه منذ ولي أمر المؤمنين دينار ولا درهم . فقال : و ما يدري عمر بحالك ، وأنت في هذا الموضـع ؟! فقالت : سبحان الله ، و الله ، مـا ظننت أن أحدا يلى على النـاس و لا يدري مـا بين مشرقهـا و مغربها . فبكى عمر رضي الله عنه ، و قال : و عمراه ! كل أحد أفقه منك يا عمر ! ثم قال لها : يا أمة الله ، بكم تبيعيني ظلامتك من عمر ؟ فإني أرحمه من النار . فقالـت : لا تهـزأ بنـا ، يرحمك الله . فقال : لست بهزاء ، فلم يزل بها حتى اشترى ظلامتها بخمسة وعشرين دينـارا . فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب وابن مسعود ، فقالا : السلام عليك يا أمير المؤمنين . فوضعت العجوز يدها على رأ سها وقالت : وا سوأتاه ! شتمت أمير المؤمنين في وجهه ! فقال لها عمر رضي الله عنه : لا بأس عليك ، رحمك الله ! ثم طلب رقعة يكتب فيها ، فلم يجد ، فقطع قطعة من مرقعته ، و كتب فيها : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما اشترى عمر من فلانة ظلامتها منذ ولي إلى يوم كذا و كذا بخمسة و عشرين دينارا ، فما تدعي عند وقوفه في المحشر بين يدي الله تعالى ، فعمر منه بريء . و شهد على ذلك علي بن أبي طالب و ابن مسعود ـ رضي الله عنهما ـ ثم دفع الكتاب إلى ولده ، و قال : إذا أنا مت فاجعله في كفني ، ألقى به ربي .
سماحة عمر رضي الله عنه و أرضاه :
و روي كذلك أنه كان بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبين رجل كلام في شئ ، فقال له الرجل : اتق الله يا أمير المؤمنين . فقال رجل من القوم : أتقول لأمير المؤمنين اتق الله ؟! فقال له عمر رضي الله عنه : دعه فليقلها لي ، نعم ماقال ، ثم قال عمر : لا خير فيكم إذا لم تقولوها ، و لا خير فينا إذا لم نقبلها منكم !
تقوى عمر رضي الله عنه :
قيل : أصاب الناس سنة الجدب و القحط ، غلا فيها السمن ، فكان عمر رضي الله عنه يأكل الزيت فيقرقر بطنه ، فيقول : قرقر ما شئت ، فوالله لا تأكل السمن حتى يأكله الناس !
عففت فعفوا :
و روي أن رسول كسرى جاء لمقابلة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسأل الناس عنه فدلوه عليه ، فوجده نائما تحت شجرة ملتفا ببردة ، فقال : عدلت ، فأمنت ، فنمت ، يا عمر .
إنصاف عمر :
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه قال لأبي مريم السلولي ، وكان هو الذي قتل أخاه زيد بن الخطاب : و الله إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم . فقال : أفيمنعني هذا حقـي ؟ قال : لا ، فقال : لا ضير ، إنما يأس على الحب . عمر و تاج كسرى :
وروي أنه جئ بتاج كسرى ( ملك الفرس ) إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضـي الله عنه ، فاستعظم الناس قيمته للجواهر التي عليه ، فقال عمر: إن قوما أدوا هذا لأمناء ، فقال علي كرم الله وجهه : إنما عففت فعفوا ، و لو رتعت لرتعوا و لو ظلمت لظلموا ) .
عدل عمر :
و روي كذلك أنه لما فتح بيت المقدس في عهد عمر بـن الخطـاب رضي الله عنـه رفض قساوستها و رهبانها تسليم مفاتيحها للمسلمين ، على الرغم من انتصارهم وفتحهـم لها قائليـن : " لا نرى فيكم أوصاف الشخص الذي يجب أن يتسلم هـذه المفاتيح " . وعندمـا أخبروا بذلـك أميـر المؤمنين رضي الله عنه سافر إلى القدس على ناقة استعارها من بيت المال متناوبا ركوبها مـع خادمه حتـى وصلا المدينة ، و يتوافق دخول أمير المؤمنين المدينة وهو يقود الدابة لخادمه ـ إذ كانت نوبة الركوب له ـ ولم يلتفت رضي الله عنـه إلى إصرار الخـادم علـى أن يستمر أمير المؤمنين رضي الله عنه راكبا حتى يدخلا المدينة . فكانت النتيجة أن نزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الناقة ، فركبها خادمه وأمسك بمقودها يقوده ، وهما يدخلان إلى بيت المقدس . وعندما رأى القساوسة هذا المشهد الفريد من نوعه تسمروا في أماكنهـم لا يصدقـون مـا تـراه أعينهم ، وقالوا : أجل ، هذه هي صفات الشخص المذكور في كتبنا . و سلموا له مفاتيح المدينة .
و في الختام أسوق لكم هذه الحادثة ،فقد روي أنه رضي الله عنه كان يحادث نفسه ذات مرة فقال : كنت وضيعا فرفعك الله ، و كنت ضالا فهداك الله ، و كنت ذليلا فأعزك الله ، فما تقول لربك غدا ؟ تصوروا إخواني في الله أن هذا سؤال يسأله لنفسه أحد الصحابـة الكرام و أحـد العشرة المبشرين بالجنة ، فيقول : ما تقول لربك غدا ؟! و أعتقد أنه من الأولى أن نخاطب نحن أنفسنا بهذا الخطاب ، أنفسنا التي ملأها الكبر والحقد والحسد والانغماس في المعاصي ( و لا حول و لا قوة إلا بالله ) ، فنقول : هدانا الله فضللنا أنفسنا ، و أعزنا الله فأذللنا أنفسنا، فما نقول لربنـا غدا ؟
أما إذا كان الجواب جوابي قسأقول قول عمرو بن العاص رضي الله عنه قبل وفاته : اللهم امرتنا فعصينا . . . و نهيتنا فما انتهينا
و لا يسعنا إلا عفوك يا أرحم الراحمين
اللهم لا نحن أقوياء فننتصر
و لا بريـئون فنعتذر
و ما نحن بمستكبرين
و إنمـا مستغفـرون
فاغفر لنـا يا غفـار
فاغفر لنـا يا غفار

0 التعليقات: