المرأة و الهدف الأسمى !
المرأة ... والهدف الأسمى
يزعمون أن الزواج يعيق المرأة عن تحقيق أحلامهـا ، و أن الأمومـة أصبحت عرفـا و تقليدا يجب التقليص من حدوثه . هو عندهم مجرد عرف ، فهم لايعدونها من أشرف المهن التي قد تقوم بها المرأة ، و يرون المناصب العليا و الترشح لمنصب الرئاسة أولى بالطلب . يؤمنون أن بيد المرأة أن تختار بين النجاة ( المنصب و الجاه و الشهرة ) و بين الهلاك ( أن تكون أما رؤوما حنونا ) . و تزعم بعض النساء ( هداهن الله ) أن سعي المرأة نحو المنصب و تحصيل عضوية في مجلس هو الهدف الأسمى ، و الذي إذا تم لها تكون المرأة بذلك قد حصلت على حقوقها .
و أمثال هؤلاء النساء لا يعين مفهوم حقوق المرأة ، أو ما تكون حقوق المرأة . فإذا كانت حقوق المرأة محصورة في منصب سياسي أو مقعد رئاسي فعلى المرأة و حقوقـا السلام !! وأين إذا حقها في الزواج وإنجاب الأبناء وبناء الأسرة وفي التعليم وعيش حياة سليمة ؟ عجبا لهؤلاء ، يغفلون - أو لنقل ينكرون - حقوقا أساسية للمرأة ، و ينادون بالنجومية و السياسة ، مطالب لا تقدم و لا تؤخر ، و لا تسمن و لا تغني من حاجة المرأة الأساسية و الفطرية إلى الزواج و بناء أسرة . بالله عليكم أسمع أحدكم بفتاة أنهت دراستها و تفوقت بنجاح و هنأها أقاربها قائلين : " ألف مبروك ، وعقبال ما نشرب شربات المنصب السياسي الذي تطمحين إليه ، إن شاء الله " . أم إنهم يقولون وهـو المنطقـي والمقبول : " ألف مبروك ، و عقبال ما نشرب شربات فرحك ، بإذن الله " . لماذا تنادون بتحرير المرأة مما هو أصلا حق شرعي و فطري من حقوقها ثم تتهمونها و دينها بالتخلف و الرجعية ؟! وقد صدق الله تعالى إذ قال في سورة الكهف : " إنا وضعنا أكنة علـى قلوبهـم أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدواإذا أبدا" .
تقول ممثلة فرنسية مشهورة عقب اعتزالها التمثيل : " لا أدري كيف كنت أقوم بتمثيـل تلك الأدوار الساقطة ، ولا أدري كيف تقبل الممثلات الفرنسيات أن يتـم استغلالهـن بهـذه الطريقة " . و تقول أخرى : " أجمل الأوقات التي أمضيها هي عندمـا أكـون بين زوجـي و أطفالي . وإذا ما خيرت بين عملي كممثلة و بقائي مـع أطفالي في بيتي لـن أتردد لحظة واحد في اختيارالثاني ، ذلك أن أسرتي هى أغلى ما أملك " . تلك هي أقوال عينة قليلة مـن النساء اللاتي حصلن على المنصب والشهرة أي على حقوقهن كما يزعم البعض . لمـاذا إذا لا نستشعر في كلامهن شعورا بالامتنـان والسعادة أو حتـى الرضـا ؟! عجبـا أليس هـذا مـا تسعى إليه كل امرأة و ما إن تصل إليه حتـى يبدأ التذمر والشكوى ، أتعرفون لمـاذا ؟ لأنها سـارت فـي مسار يتضارب مـع فطرتها ومصلحتها فأنى لهـا أن تحس بالسعادة !
و هنا أوجه سؤالا مهما لكل من يسعى إلـى سعادة المرأة وإقرار حقوقها : " إذا كنتم تسعون حقا لإسعاد المرأة ، فلماذا لا تقومون بمشاريع تقلل من نسبة العنوسة التي و صلت في مصر وحدها إلى %90 ؟ فإذا كانت المتهافتات وراء المناصب العليا قد و صلت نسبتهن إلى %10من نساء العالم مثلا ، فإن اللاتي يرغبن بالزواج وبناء أسرة هن
90% . فبـالله عليكم ألا تسير القوانين و التشريعات و الشرائع المختلفة لصالح الأغلبية ؟!!
من ناحية أخرى ، أريد أن أوجه سؤالا لهؤلاء اللاتي يرين العمل و الترقي في المناصب هو الهدف الأسمى الذي يجب أن تسعى إليه كل امرأة ، و السؤال هو : لماذا لا تكون الأمومة كذلك هدفا أسمى لكل امرأة تسعـى لتحقيقه ؟ و يكون أملهـا و أمنيتها في الحياة أن تنشىء
و تربي جيلا صالحا ينفع الإسلام والمسلمين ، وخاصة أنه الهدف الذي يتماشى مع طبيعتهـا كامرأة . لماذا ليس من حقها تـحلم بأن يكون ولدها هـو صـلاح الدين لهذه الأمـة ؟ ألـم تكـن الأم ولاتزال صانعة القواد الأطباء والمهندسين والمدرسين ؟! ألم تكن السيدة خديجة أما ؟! وأي أم ! وأنجبت سيدة نساء أهل الجنة السيدة فاطمة. وكانت السيدة فاطمة رضي الله عنها كذلك أما و أنجبت سيدا شباب أهل الجنه الحسن والحسين . وألم تكن الغميصـاء بنت ملحـان أما كذلك ؟! وأنجبت خادم النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضـي الله عنـه والـذي يعتبر من أشهر الصحابة الذين رووا عن النبي صلى الله عليه و سلم . و الأمثلة علـى فضـل الأم و مكانتها كثيرة لا تعد و لا تحصى ، فما بال العالـم الآن يضطهدها ؟! و يفرض المواثيق التي تؤخر سن الزواج وتبيح العلاقات المحرمة ؟! لماذا ينظر دائمـا للأم علـى إنـها امـرأة
جاهلة ، وأقل من غيرها ، وأنها ضيعت عمرها باختيارها هذا ؟! وقد قـال نبينا محمد صلـى الله عليـه و سلم : " الجنة تحـت أقدام الأمهـات " . وقال صلـى الله عليـه وسلـم كذلك : " أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة" . و قال كذلك : " إذا صلت المرأة خمسهـا وصامت شهرها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت " .
وليس معنى هـذا بالطبع ألا تسعـى المرأة نحو تحقيق طموحتها الخاصـة . وإنمـا هـذا يتطلب بذل جهد مضاعف . فأغلب النسـاء العاملات والمتزوجات فـي الوقت ذاتـه يعانيـن كثيرا من مسألـة التوفيق بين عملهـن ، ورعاية بيوتهن وأزواجهن وأولادهن . مـع ذلك ، فقد نجح عدد كبير من النساء في التوفيق بينهما بجدارة مـع مواجهـة بعض الصعوبـات . ولكن أود القول بأنه بالإرادة ، والعمـل ، والثقة بالله تعالـى ، والتوكـل عليه تتذلل جميـع الصعوبات ، وتهون المحن .
0 التعليقات:
إرسال تعليق